آليّات تحقيق الأمن الاجتماعيّ في الجانب الغريزيّ في القرآن الكريم

آليّات تحقيق الأمن الاجتماعيّ  في الجانب الغريزيّ في القرآن الكريم

الملخّص:

تطرّق الكاتب إلى بيان جانب الغريزة والعفّة في آليَّات الأمن الاجتماعيّ في القرآن الكريم، مبيِّناً دور هذه الآليّات في الوقاية من جهة والعلاج من جهة أخرى، وذكر ثمان من الآليّات وهي؛ الاستئذان، غضّ البصر، ستر العورة، محاربة الاختلاط، عدم خضوع المرأة، التزويج، الاستعفاف، والنهي عن الزنا.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين...

من المواضيع والجوانب التي تعرّض إليها القرآن الكريم في سبيل إرساء الأمن الاجتماعي هو الجانب الغريزيّ والذي يركّز على أساس العفّة.

فإنّ من أسس بناء المجتمعات الإنسانيّة وحفظ توازنها وأمنها هو أساس العفّة، التي تكون ضابطاً للمجتمع من شرّ شهوات النفس وشرهها، وتصونه من الهتك والرذيلة والابتذال، وقد أمر القرآن بالعفّة وحثّ عليها، وحارب عوامل ضياعها، وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي.

والعفّة تشمل أبواباً متعدِّدة، والبحث هنا عمّا يرتبط بالجانب الغريزيّ الجنسيّ وهي عفّة الفرج وما يرتبط بها من الستر وغضّ البصر.

وقد وردت آيات في سورة النور وفي غيرها تجمع ثمان آليّات عمليّة، يؤدِّي تطبيقها إلى تطبيق عفّة الفرج، وأمن المجتمع من الجانب الغريزيّ الجنسيّ، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ* قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة النور، 27 ـ 33). فأوجبت الآيات الاستئذان وغضّ البصر وستر العورة وإخفاء الزينة، وحثّت على التزويج، وأمرت من لا يستطيع الزواج بأن يستعفف ويحفظ نفسه، ونهت عن إجبار الفتيات وإكراههنّ على البغاء، فتكنَّ بذلك آمناتٍ على أنفسهنّ وكرامتهنّ، وبيان هذه الآليّات كما يلي:

الآليّة الأولى: الاستئذان

اتّبع القرآن أساليب متعدِّدة لاقتلاع جذور المفاسد الاجتماعيّة، فاستعمل التهديد بالعقاب الدنيويّ والأخرويّ، واستعمل الترغيب بالثواب والعاقبة الحسنى في الدنيا والاخرة كذلك، واستعمل نوعاً آخر من هذه الأساليب وهو أسلوب التوعيّة والتثقيف، ومن أساليب التوعية والتثقيف الإسلاميّ وهو الاستئذان والاستئناس عند الدخول إلى البيوت، إمعاناً في المحافظة على العفاف والشرف والأمن، والستر على عورات الناس، وحفظ كرامتهم.

فأمر البالغين ألّا يدخلوا بيوت الناس حتى يستأنسوا فإنّ ذلك خير لهم وأحفظ لأنفسهم ولأصحاب البيت، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }(النور، 27)، وقوله {تَسْتَأْنِسُوا} أي أنّه لا يُكتفى بالاستئذان والدخول المباشر، بل لا بدّ من أن يستأذن بشكل لا يرعب أهل البيت، بل بنحو لطيف هادئ ليّن، وينتظر حتى يحصل على الإذن ويعطي أصحاب البيت مهلة ليصلحوا أنفسهم وحالهم قبل مباغتتهم، فإذا سادت هذه السيرة الجميلة استحكمت الأخوّة والألفة والتعاون على حفظ الحرمات وستر القبيح([1]).

وأمر أصحاب البيوت والآباء بأن يرشدوا أطفالهم المميزين الذين لم يبلغوا الحلم -ذكوراً وإناثاً- ويرشدوا العبيد إلى الاستئذان في ثلاث فترات في اليوم، فلا بدَّ فيها من الاستئذان على الزوجين في مكانهما الخاصّ؛ وهي فترة ما قبل الفجر، وفترة الظهيرة حين يختلي الزوجان ويخففان من ثيابهما، وفترة ما بعد صلاة العشاء، فهذه ثلاث أوقات خاصّة لكم لا يطلّع عليكم أحد فيها، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(النور، 58)، والخطاب في الآية للذين آمنوا فيعلمون أولادهم الاستئذان فإنّ من لم يبلغ الحلم غير مكلّف، ولذا توجّه الخطاب لآبائهم، ثمّ يقول تعالى بعد ذلك: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(النور، 59)، فإذا وصل الأطفال إلى سنّ البلوغ كان حكمهم والتعامل معهم كما يُتعامل مع الأجانب([2]).

وإهمال مسألة الاستئذان يؤدِّي إلى رؤية الطفل ما لا ينبغي له رؤيته، فينحرف أو يصاب بأمراض نفسيّة، ويغضب على والدَيه، وتشبّ عليهما نار الحقد بسبب ما زُرع في نفسه لمّا أهمل الوالدين هذه المسألة([3])، ووصل الإسلام إلى الاحتياط في تجنيب الأطفال هذه المشاهد حتى لغير المميز، فقد روي عن أمير المؤمنينg أنّه قال: «نَهَى رَسُولُ اَللهِ e أَنْ يُجَامِعَ اَلرَّجُلُ اِمْرَأَتَهُ وَاَلصَّبِيُّ فِي المَهْدِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا»([4]).

الآليّة الثانيّة: غضُّ البصر

تقدَّم أنَّ الأساليب والأحكام قد تعدَّدت لقلع جذور المفاسد الأخلاقيّة وتثبيت خطّ الاستقامة في حياة الإنسان، حتّى تكون الاستقامة والعفّة والطهارة مَلَكَةً عنده، وجزءاً من تركيبته الداخليّة، تحيط به من جميع أبعاده أينما كان ووقتما كان، ومن هذه الموارد ما يتعلّق بعلاقة الرجل والمرأة مع بعضهما البعض، فحكّم علاقتهما بقواعد محكمة دقيقة تضبط الأوضاع المثيرة للشهوة، وما يحرِّك غريزة الجسد، ويؤثِّر على طهارة الروح، ويؤمِّن المنظور إليه على نفسه وعرضه، وكلّ ذلك على أساس مبدأ العفّة، ومن أوضح هذه الأحكام وأخطرها هو النظر، ويقول تعالى في حكم النظر: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ...}(النور، 30 ـ 31) ، فأمرت الآية بغضّ البصر، والتعبير بغضّ البصر يحمل معنيين؛ فلا يمشي مغمض العينين فلا يهتدي إلى الطريق الذي يمشي فيه، ولا يحدّ النظر ويتبحّر في النظر فيبتلى بالنظر إلى ما لا يحلّ له النظر إليه، بل يغضّ نظره ويكفّه ويرمي ببصره إلى الأرض مثلاً، وحكم غضّ البصر متوجِّه إلى النساء كما هو متوجِّه إلى الرجال، فيحرم عليها النَّظر إلى عورة الأجنبيّ([5])، بل ذهب بعض الفقهاء -منهم السيّد الخمينيّN- إلى أنّه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبيّ في غير الوجه والكفّين([6])، فإذا ائتمروا بأمر الله بغضّ البصر وصار ذلك ملكة عند الإنسان كان ذلك تزكيّة له ولروحه.

وممَّا ابتليت به الإنسانيّة في وقتنا الحاليّ -بما يرتبط بالنظر- هي مشاهدة الإباحيّة، وتكمن خطورة الإباحية في جمعها لمخاطر النظر على الصعيد الجسديّ والنفسيّ والمعنويّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ وغيرها، ومن الآثار السلبيّة لإدمان الإباحيّة -المرتبطة بالبحث- عزوف المدمن عن الزواج، وفقدان المتزوج منهم ثقته في نفسه -بغضّ النظر عمّن يدمن مشاهدة الإباحيّة من الزوجين-، واهتزاز استقرار العلاقة الزوجيّة بينهما، فأمور الزواج الخاصّ أصبحت أكبر ممَّا يتحمّلانه، وذلك لمقارنتها بما يُرى في الإباحيّة، ويكون الطرف الآخر كأداة جنسيّة لا إحساس لها ولا مشاعر، ويعاني من الأنانيّة الجنسيّة من الطرف المدمن، وتؤدِّي إلى الوقوع في الفواحش الجنسيّة من الغشّ في الحياة الزوجيّة، والتعدِّي على الناس جنسيّاً بالنظر أو ما هو أعظم من ذلك، وهذا جزء يسير من سلبيّات مشاهدة الإباحية، والنَّظر إلى الأجنبيّ والأجنبيّة في الخارج لا يقلّ خطورة عن مشاهدة الإباحيّة([7]).

الآليّة الثَّالثة: ستر العورة

وفي تتميم أمر المؤمنين بغضِّ البصر، وحتى لا يكون الكلام موجَّهاً لطرف، دون الآخر، أمر القرآن بستر عورته، يقول تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور: 30 ـ 31)، وحفظ الفروج في آيات القرآن الكريم وإن كان يدلّ على النهي عن الزنا إلّا أنّه يدلّ هنا على وجوب ستر العورة عن النظر([8])، فقد رُوي عن أبي عبداللهg أنّ قال: «كُلُّ آيَةٍ فِي القُرْآنِ فِي ذِكْرِ الفُرُوجِ فَهِيَ مِنَ اَلزِّنَا إِلَّا هَذِهِ الآيَةَ فَإِنَّهَا مِنَ اَلنَّظَرِ فَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى فَرْجِ أَخِيهِ وَلاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى فَرْجِ أُخْتِهَا»([9]).

يقول تعالى: {..وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(النور، 31).

أمرت الآيات بإخفاء الزينة، ويراد منه إخفاء مواضع الزينة من البدن، إلّا ما ظهر منها وهي الوجه والكفّان، وذكرت تطبيقات عمليّة لستر البدن فأمرت بإسدال الخمار على الصدر لتستره بالخمار، وأمرت الآيات النساء بتوخِّي الحذر ومزيد الاحتياط في مشيتهن فلا يمشين مشية يسمع فيها صوت ما يلبسنه من خلخال، ويراقبن أنفسهنّ([10]).

وذكر القرآن تطبيقاً آخر للستر، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}(الأحزاب، 59)، وهو إدناء الجلباب الذي هو أقصر من العباية، فيدنينه ليسرتن به أبدانهنّ، فلا تتساهل النساء في أمر الحجاب، بل يلتزمن ما يستر أبدانهنّ، ولا يتركنه فينكشف البدن، فذلك يؤمنهنّ من أعين الناس وألسنتهم، وتعرفن بالعفّة والصون، فلا يطمع فيهنّ أحد([11]).

ويترقّى القرآن في باب رعاية العفّة، فيقول تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ}(الأحزاب: 33)، فحثّ القرآن النساء على التزام البيوت، ولا يظهرن أمام الناس كما كانت نساء الجاهليّة تظهر أمام الناس ويظهرن أجزاء من صدورهنّ وأقراطهنّ، والحكم هنا عامّ ولا يختصّ بنساء النبيّe، والتركيز عليهنّ من باب تأكّد وجوب الستر عليهنّ ([12]).

عفّة القواعد من النساء:

أباحت الآيات للمرأة التي يئست من الحيض، وقعدت عن النكاح -فلا ترجوه لعدم الرغبة في مباشرتها لكبرها- إظهار شيء من محاسنها ممّا يجب على غيرها ستره من شعر ورقبة ورسغ مثلاً، يقول تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(النور، 60).

فاستثنتهنّ من وجوب ستر جميع مواضع الزينة، ولكن كلّ ذلك مع مراعاة ألّا يتزيّنّ ويتبرجن بعد رفع الحجاب، ولا يجوز لهنّ رفع الحجاب بما يوجب التعرّي، فتخلع اللباس الظاهر الذي تلبسه في الشوارع والأسواق، كالجلباب والخمار، ولأنّ القرآن يحثّ على العفّة فقد أتبع هذا الحكم بأنّهن إن استعففن وحافظن على حجابهنّ الكامل كان ذلك خيراً لهنّ وأنقى وأطهر لأنفسهنّ([13]).

الآليّة الرَّابعة: محاربة الاختلاط

تعرَّض القرآن إلى مسألة اختلاط الرجال بالنساء، وذكر تطبيقاً لها وهو محادثة الرجال نساء النبيّe، ومع أنَّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) كنّ ملتزماتٍ بالحجاب، إلّا أنّه ولكثرة دخول الرجال بيوت النبيّeوسؤالهم النساء عنهe أو عن بعض اللوازم التي يحتاجونها لمنازلهم فقد جعل هذا الأمر النساء عرضة لأنظار الناس، وإن كنّ يرتدين الحجاب الإسلاميّ، ولهذا وضع القرآن دستوراً يقنن هذه الحالة وأمر أن تسأل النساء من وراء ساتر يسترهنّ عن الرجال، يقول تعالى: {... وَإِذَا سَالتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ}(الأحزاب، 53)، فإنَّ ذلك أطهر لنفوسهنّ، وأبعد عن الفساد والفتنة، وآمن على أنفسهنّ وأعراضهنّ، وأبلغ في العفّة([14]).

الآليّة الخامسة: عدم خضوع المرأة بالقول

وتأكيداً على العفّة تنهى الآيات عن تمايع المرأة في خطابها للرجل، فيكون خطابها محرّكاً للشهوات، بل عليها أن تتحدَّث بجدّ وأسلوب مناسب لعفّتها، يقول تعالى: قوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً}(الأحزاب، 32)، لتحمي نفسها عمّن غلبته الغريزة الجنسيّة فأصاب قلبه المرض، حتى أنّ بعضهم يصاب بالجنون والسعار الجنسيّ، ممَّا يهدِّد أمن المرأة، فتخمدن هذا المرض من جهتهنّ بالتعامل المؤدّب الخالي من الصفات المهيّجة([15]).

الآليّة السَّادسة: التزويج

إنّ الغريزة الجنسيّة من أقوى وأشرس غرائز الإنسان، واتّباعها يعرّض دين الإنسان للخطر، بل يعرّض الإنسان نفسه إلى الخطر، ولذا اهتمّ الإسلام بالزواج، وحثّ الآباء على تزويج أبنائهم وعبيدهم، وحمّلهم هذه المسؤوليّة الكبيرة، {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ}(النور، 32)، وبيّن عظم أثر التزويج بأنّه إحراز نصف الدين، رُوي عن رسول اللهe: «مَنْ تَزَوَّجَ أَحْرَزَ نِصْفَ دِينِهِ» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ >فَلْيَتَّقِ الله فِي اَلنِّصْفِ الآخَرِ أَوِ البَاقِي<([16]). ومن لا يعتني بهذه المسؤوليّة فإنّه يشارك المنحرِف منهم، روي عن رسول اللهe أنّه قال: «من أدرك له ولد، وعنده ما يزوّجه، فلم يزوّجه، فأحدث، فالإثم بينهما»([17])، ورُوي عنهe: «شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ وَالعُزَّابُ إِخْوَانُ اَلشَّيَاطِينِ»([18])، وروي عنهe: «خِيَارُ أُمَّتِي المُتَأَهِّلُونَ وَشِرَارُ أُمَّتِي العُزَّابُ»([19])، فالتزويج خطوة نحو حفظ الفروج، والكفّ عن النظر المحرّم، وبُعدٌ عن القبائح والرذائل ([20]).

وعن الإمام الصادقg: «قَالَ رَسُولُ اللهe إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ {إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ}»(النور، 32). وهو بيان واضح لأهمّيّة التزويج في إرساء الأمن الاجتماعيّ، ومنع الفساد الذي يمكن أن يحصل من منع الخاطب، من غضبه على المجتمع، أو تعدّيه على أعراض الناس -لا قدّر الله-، فإنّه ينتج من عدم تزويجه الخاطب الصالح فتنة وفساد، بل فساد كبير.

ووعد القرآن من يتزوّج بالغنى وسعة الرزق، يقول تعالى: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(النور، 32)، وقوله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} تأكيد على ما وعد به الله تعالى([21])، وعن أمير المؤمنينg: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله)فَشَكَا إِلَيْهِ الحَاجَةَ فَقَالَ لَهُ تَزَوَّجْ فَتَزَوَّجَ فَوَسَّعَ الله عَلَيْهِ»([22]). وروي عن رسول اللهe: «مَنْ تَرَكَ اَلتَّزْوِيجَ مَخَافَةَ العَيْلَةِ فَقَدْ أَسَاءَ اَلظَّنَّ بِاللَّهِ إِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ}»([23]).

وفي المقابل حثّ على التيسير في التزويج ونفقاته، ونفقة المعيشة في الزواج، وإزالة الحواجز أمام العزّاب([24])، فعن رسول اللهe: «.. فَأَمَّا المَرْأَةُ فَشُؤْمُهَا غَلاَءُ مَهْرِهَا»([25])، وعن الإمام الصادقg: «.. وَمِنْ شُؤْمِهَا شِدَّةُ مَئُونَتِهَا»([26]).

وحفاظاً على حقوق الزوجين، وحتى لا يظلم أحدهما الآخر، ففي الوقت الذي تحدَّث عن التعجيل بالتزويج وعدم وضع العراقيل ذكر أنَّ التزويج يكون للصالحين من ناحية الأخلاق والعقيدة([27]).

الزَّواج المؤقت:

تقدَّم الكلام في خطر الغريزة الجنسيّة وأنّه إذا لم تلبى رغباتها سلك الإنسان طريقاً منحرفاً، ولذلك في الطَّريق الصحيح هو إشباع هذه الحاجة بالطرق السليمة، وإذا لم يتمكنّ الإنسان من الزواج ولم تكن له إماء، أو كان في وضع بعيداً عن زوجته، كما لو كان في سفر طويل، أو لم يلبِ له الزواج حاجاته الغريزيّة، فقد أوجد الإسلام طريقاً سليماً خالياً من ضرر الفحشاء والبغاء ومفاسده، يلبّي لهم حاجاتهم، وهو الزواج المؤقّت([28])، يقول تعالى: {.. وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً}(النساء، 24).

الآليّة السَّابعة: الاستعفاف

وعلى الرغم ممّا بذله القرآن في سبيل تسهيل التزويج فقد لا يوفّق بعض الناس للزواج، ولو لفترة من الزمن، فإذا لم يستطع الإنسان النكاح بأن لم يقدر على النفقة والمهر والنفقة أمر القرآن بالتعفُّف والتحرّز عن الوقوع في البغاء والفاحشة، ويصبر ويواجه هذا الامتحان الإلهيّ، حتى يغنيه الله من فضله([29])، يقول تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ}(النور، 33).

الآليّة الثَّامنة: النَّهي عن الزنا

بالغ القرآن في تحريم الزِّنا والنهي عنه حتى نهى عن القرب منه، يقول تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}(الإسراء ، 32)، وهو تأكيد في التحريم ونهي عن إتيان مقدّماته، من خيانة العين والسفور والتبرّج والخلوة مع الأجنبيّة وغيرها من مسعّرات نار الشهوة، وعدّ البعد عنه من صفات عبد الرحمن، وتوعّد من يفعله بالخلود في العذاب يوم القيامة وهو مهان، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً}(الفرقان‘ 68 ـ 69). وعلَّل ذلك بأنَّ الزنا فحش {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}، وهو تعبير عن فضاعة هذا الأمر، وعظم آثاره السلبيّة {وَسَاءَ سَبِيلاً}، فإنّه يؤدّي إلى فساد المجتمع، وضياع الأنساب، وقطع النسل، وهدم بناء الزواج والأنس الزوجيّ بين الزوجيَين واختلال النظام العائليّ بين الأبناء والآباء، وظهور الأمراض، ويؤدي إلى ذهاب العفّة والحياء والمودّة([30])، روي عن رسول اللهe: «يَا عَلِيُّ فِي اَلزِّنَا سِتُّ خِصَالٍ ثَلاَثٌ مِنْهَا فِي اَلدُّنْيَا وَثَلاَثٌ مِنْهَا فِي الآخِرَةِ فَأَمَّا اَلَّتِي فِي اَلدُّنْيَا فَيَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ وَيُعَجِّلُ الفَنَاءَ وَيَقْطَعُ اَلرِّزْقَ وَأَمَّا اَلَّتِي فِي الآخِرَةِ فَسُوءُ الحِسَابِ وَسَخَطُ اَلرَّحْمَنِ وَخُلُودٌ فِي اَلنَّارِ»([31]).

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.


 


([1]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١٠٩. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ٦٩.

([2]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص١٦١. والميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١٥٦، وص١٦٣.

([3]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص١٦١.

([4]) الأشعثيّات، محمّد بن محمّد الأشعث الكوفيّ، ج١، ص٩٤.

([5]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١١. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٧٥. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤١٤.

([6]) تحرير الوسيلة، السّيّد روح الله الخمينيّ، ج2، ص231.

([7]) انظر: مخاطر الإباحيّة على الدماغ والعلاقات والمجتمع، د. خالد جاويش، ص٢٦-٣٤.

([8]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١١. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٧٧. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤١٥.

([9]) تفسير القمّيّ، عليّ بن إبراهيم القمّيّ، ج٣، ص١٠١.

([10]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١١. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٧٧. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤١٥.

([11]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٦. ص٣٣٩. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١٣، ص٣٥١. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٦، ص٢٤٠.

([12]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١٣، ص٢٣٥. والميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٦، ص٣٠٩.

([13]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١٦٣-١٦٤. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص١٦٠. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤٤٠.

([14]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٦، ص٣٣٧. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١٣، ص٣٢٨. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٦، ص٢٣٥.

([15]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١٣، ص٢٣٤.

([16]) الكافي، محمّد بن يعقوب الكلينيّ، ج٥، ص٣٢٨.

([17]) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، محمّد بن محمّد رضا القمّيّ المشهديّ، ج٩، ص٢٨٧.

([18]) جامع الأخبار، الشيخ محمّد بن محمّد السبزواريّ، ج١، ص١٠٢.

([19]) جامع الأخبار، الشيخ محمّد بن محمّد السبزواريّ، ج١، ص١٠٢.

([20]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٩٧. والميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١٣. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤١٩.

([21]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١٣.

([22]) الكافي، محمّد بن يعقوب الكلينيّ، ج٥، ص٣٣٠.

([23]) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّيّ، ج٣، ص٣٨٥.

([24]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٩١، وص٩٧.

([25]) تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، محمّد بن الحسن الطوسيّ، ج٧، ص٣٩٩.

([26]) الكافي، محمّد بن يعقوب الكلينيّ، ج٥، ص٥٦٤.

([27]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٩٩. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤٢٠.

([28]) انظر: تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج٣، ص١٨٤. ومواهب الرحمن في تفسير القرآن، السيّد عبد الأعلى السبزواريّ، ج٨، ص٢٨.

([29]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٥، ص١١٣. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج١١، ص٩٣. والتفسير الكاشف، محمّد جواد مغنية، ج٥، ص٤٢٠.

([30]) انظر: الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ، ج١٣، ص٨٦. وتفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، ج٨، ص٤٦٣.

([31]) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّيّ، ج٤، ص٣٦٧.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا